من المفترض أن مرحلة التعب العضلي تأتي مع نهاية الأداء، لذلك يطمح المدربون واللاعبون تأخير التعب الى ما بعد نهاية الأداء، ولذا على مدى سنوات الطويلة اختلفت التفسيرات حول ظاهرة حدوث التعب العضلي أنواعه أسبابه علاماته، ومدى ارتباطه بأداء أنواع محددة من الجهد البدني. أذ أن مما لاشك فيه أن القوة( التوتر) التي تولدها العضلات تبدأ بتناقص التدريجي بمرور الوقت ، حتى وان أستمر المثير بتنبيه العضلة، وهذا ما يعرف بتعب العضلة(fatigue) ويتباين زمن حدوث التعب ومعدله بتباين أنواع العضلات وزمن المثير وشدته، وسؤال الذي يطرح ذاته ماهي الاسباب الكامنة لحدوث ظاهرة التعب؟
والجواب على ذلك ورغم التقدم العلمي لا تزال الاسباب الكامنة لتعب العضلات غير مفهومة، فقد أعتقد في بادئ الامر أنها تعود إلى نقص ATP في العضلات ولكن وجد بقياس كمية ATP الموجودة في العضلة المتعبة لا ينخفض إلا قليلاً عنه في العضلات التي في حالة الراحة ومع ذلك.. فأن بعض الباحثين يرون بأن التعب يحدث عندما يزداد معدل تحطيمATP بواسطة الجسور المستعرضة عن معدل إنتاجه وأنه إذا أردنا للعضلات أن لا تتعب فإن كميات ATP يجب أن تكون من الكبر ، بحيث تستطيع الجسور العرضية الارتباط به بيسر وإلا فإنها تدخل في حالة تشبه التيبس، لهذا فهم يرون أن التعب يعتبر الية بيولوجية وظيفتها وقاية العضلة من الدخول في مرحلة التيبس الذي يعتبر ضاراً بالعضلة، ويعتمد الباحثون لآرائهم تلك الى ملاحظات مفادها أنه كلما كان مخزون العضلة من جليكوجين كبيراً كانت مدة نشاطها طويلة قبل حدوث التعب وخاصة عندما يكون النشاط العضلي معتدلاً ولكنه طويل الامد. ويرى باحثون اخرون أن التعب العضلي ينشأ نتيجة تكرار عدد كبير من الانقباضات العضلية القوية والمتعاقبة لمدة زمنية تشكل عبئاً على الجهازين العصبي والعضلي فضلاً عن عبئاً اخر على الجهازين الدوري والتنفسي، أذ أن العضلات المعرضة لتنبيه عالي التكرار، عضلات تتعب عادة بسرعة، نتيجة لارتفاع سريع في تركيز أيونH+ الناتج من تكوين حامض اللاكتيك ومن ارتفاع مستوى الفوسفات الغير العضوي(pi) الناتج من تحطم العالي لـATP وهم يعتقدون بأن PI,H+ يثبطان دورة الجسور العرضية مما يقلل التوتر الناتج بمقدار حوالي 50%، ويفسرون البقية الباقية من نقص قوة العضلة إلى نقص في تحرر كالسيوم من مخازنه في الشبكة الساركوبلازمية استجابة للمنبهات. أذ أن كل جهد فعل يؤدي الى إخراج بعض من K+ وإدخال بعض من Na+ وبينما تقوم مضخة k+-Na+ الى أعادة التوازن في الظروف العادية، إلا أنها لا تقوى على ذلك في ظروف التنبيه الشديد الأمر الذي يؤدي الى تراكم K+ ونقصNa+ في الأنيبيب المستعرض ذي الحجم الصغير، وحيث أن الأنيبيب المستعرض هو صلة الوصل بين جهد الفعل في غشاء الليف وبين الأكياس الجانبية، لذا يجب أن يحدث به جهد فعل من أجل فتح قنوات كالسيوم، وبنتيجة أن هذه التغيرات الأيونية تؤثر على الأنيبيب المستعرض وتمنعه من أنتاج جهد فعل، مما يسبب بعدم فتح قنوات الكالسيوم في الشبكة الساركوبلازمية، وبالتالي عدم تحرر الكالسيوم، مما ينتج عنه نقص في قوة العضلة، وحيث أن أعادة التوازن الأيوني يتم سريعاً، لذا فأن من المتوقع أن تستعيد هذه العضلات نشاطها بسرعة وهذا ما يحدث فعلاً، الامر الذي يعطي هذه الفرضية بعض الدعم.
ثمة مجموعة مختلفة من الأسباب يفسر بها الباحثون تعب العضلات الأطوال أمداً والأكثر تأخراً في الظهور.. وهم يعتقدون أن ذلك يعود الى:-
• انخفاض خزن وتحرر الكالسيوم في الشبكة الساركوبلازمية.
• انخفاض حساسية البروتينات التنظيمية لكالسيوم.
• انخفاض قدرة كل من الجسور العرضية على إنتاج القوة.
وبذلك فهم يعزون أسباب التعب في هذه الحالة إلى قنوات الكالسيوم ومضخة الكالسيوم وإلى تروبونين وتروبومايوسين وإلى أكتين وميوسين جميعها.. فيما يرى باحثين أخرين على أن بعض أنواع التعب هو نفسي مرده فشل القشرة الحركية في الدماغ في أرسال سيالات عصبية إلى العضلات لتحريكها علماً بأن العضلات تكون غير متعبة في هذه الحالة، وهم يعتقدون أن ما يميز الرياضي عن أخر في أرادة الأول في الفوز مثلاُ، بينما يحاول الثاني فقط الدخول في المنافسة أذ لا توجد لديه الرغبة والإرادة معاً في أصدار إشارات عصبية للعضلات بالانقباض أثناء فترة المنافسة المشحونة بالإحساسات المؤلمة.. اما اعتقاد البعض بأن حامض اللاكتيك هو المسبب التعب فذاك الاعتقاد غير منطقي.. والسبب الحقيقي هو التغير الناتج في قيمة الأس الهدروجينيPH نحو الحامضية، نتيجة تحرر ايونات الهدروجين+H.. وقد يقول البعض ان تخفيف من حدة الحامضية بإزالة حامض اللاكتيك وتخلص منه ..وهذا غير منطقي أيضأ، اذ ان خروج حامض اللاكتيك مع البول أو العرق يكون بدرجة طفيفة جدا. ولكي نثبت العكس بأن حامض اللاكتيك يتم تحويله إلى جلوكوز او كلايكوجين ويحدث ذلك في الكبد والعضلات المساعد في إمداد الطاقة ،كما أن تحويل اللاكتيك إلى بروتين اذا تتحول كمية قليلة جدا إلى بروتين مباشرة في الفترة الأولى من الاستشفاء ..فيما يكون الأهمية الكبرى للحامض اللاكتيك من خلال أكسدته وذلك من خلال تحويله إلى ثنائي اوكسيد الكربون والماء لا تستخدمه كوقود لنظام انتاج الطاقة الهوائي..والذي يتم معظمه في العضلات الهيكلية..ومن الجدير يذكر أن أنسجة عضلة القلب والمخ تشترك في هذه الوظيفة.. لذلك عند توافر الأوكسجين يتحول إلى البروفيك ثم إلى ثنائي اوكسيد الكربون والماء خلال دورة مرسل او من خلال عملية النقل الالكتروني..
وسؤال الذي يطرح نفسه ماهي أسباب التعب العضلي من وجهة نظرك