يعتبر عنصر الكالسيوم من أكثر المعادن توافر في الجسم ويتواجد في الجسم بصورة رئيسة بشكل فوسفات الكالسيوم في العظام، ويخزن في الهيكل العظمي والاسنان حوالي 99% والتي تعمل كمخزن عظيم لضبط مستويات الكالسيوم في الدم ، و للكالسيوم في جسم ثلاث صور، أولهما مرتبطة بروتين البلازما( البومين). والأخرى مرتبطة بالأيونات السالبة، وصورة المهمة هي الكالسيوم الحر أو المتأين، ومن الجدير بالذكر بأن هذا التوزيع ليس ثابتاً، ويتغير بشكل مستمر طبقاً لتركيز البروتينات والأيونات السالبة، فضلاً عن تغيرات التي تحدث في PH الدم سوى كان ذلك باتجاه القاعدية أو الحامضية ،وتعتبر صورة الكالسيوم الحر (المتأين) من أكثر الصور نشاطاً، في العمليات الحيوية بالجسم مثل انقباض العضلات (تنشيط إنزيم ATPase ) ووظائف القلب وله دور حيوي في انقباض وارتخاء الأوعية الدموية، مما يسهل حركة الدم وسوائل من خلال غشاء الخلية ، فضلاً عن نقل السيالات العصبية والإنزيمات، كما أنه يتحد مع الفوسفات ليكون عظام الجسم والأسنان وكذلك يشترك في تجلط الدم ، ويلعب الكالسيوم دوراً في عملية تخثر الدم ، كما يلعب الكالسيوم دوراً مهماً في ايض العظام، وان أهم فترة بالنسبة لأخذ الكالسيوم هي الطفولة والمراهقة، إذ ان اخذ الكالسيوم الكافي يشكل عنصراً مهماً في تضخيم الكتلة العضلية في البلوغ الأولي، وان اخذ الكالسيوم على نحو كاف ضروري للمحافظة على كتلة العظم. وتتراوح نسبة الكالسيوم الكلي 8.6- 10.3mg\dl ،بينما النسبة الطبيعية للكالسيوم الحر( المتأين) 4.6-5.3mg\dl أو ما يعادل1.15-1.33Mmol\L، ومن الجدير بالذكر بأن انخفاض أو ارتفاع مستوي الكالسيوم وخاصة صورة الكالسيوم الحر(المتأين) يؤدي الى حدوث خلل في التوازن البيولوجي( الاستتباب)، ففي حالة انخفاض تراكمCa++ يعني زيادة في الاستثارة العصبية في العضلات في الخلية قبل التشابكية، ومقدار الانخفاض يؤدي الى ضعف في كمية تحرير الناقل العصبي الأستل كولين في الشق المشبكي، مما يولد ضعف في الاستجابة بعد التشابكية ، وفي حالة الزيادة في تراكم Ca++ سوف يؤدي الى خلل في عمليات الكف والأثارة ، ولكي يتم المحافظة على مستويات الكالسيوم ضمن الحدود الطبيعة، لابد من تناول 1000-1500ملي غرام، أذا أن نسبة احتياج الكالسيوم في الجسم تختلف باختلاف المرحلة العمرية، بحيث أن أقل نسبة عند الأطفال الرضع وحتى عمر 6 أشهر وتبلغ 200 مليغرام، وأعلى نسبة من 19-50سنة وتبلغ النسبة 1300 مليغرام ،ومن أهم مصادر الكالسيوم الحليب ومنتجاته، وبعض الخضروات ولباقلاء وبعض المكسرات(اللوز)، وبعض البذور( كسمسم)، وعصير البرتقال الطبيعي، والاسماك والفول والخبز، كما أن هناك خضروات ورقية تحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم مثل السبانخ، إلا أنه لا يفضل تناولها لاحتوائها على مواد تضعف من امتصاص الكالسيوم مثل حامض الأأكزوليك،)، وفي حالة عدم كافية الكالسيوم المتحصل من تناول المواد الغذائية ، فيتم تعويضه من قبل العظام ، والتي هي مخزن الكالسيوم الذي من شانه ان يحافظ على تركيز كالسيوم البلازما، وعلى الدوام يحتاج العظم الكالسيوم والفسفور لذا فان الغذاء لا بد ان يحل محل ما تم فقدانه، وإذا كان الغذاء يعاني من نقص لمدة طويلة ، من الكالسيوم والفسفور من بنيته يؤدي الى ضعف في صلابة العظم، وهذه الظاهرة هي أكثر انتشاراً بين النساء مما هو عند الرجال ويتسارع عند سن اليأس ويرتبط ارتباطاً مباشراً بكسر الورك عند النساء، وتشترك عدة أسباب في ذلك ولعل أهمها النظام الغذائي الذي يفتقر الى تناول الكالسيوم ، والاستروجين غير الكافي ،فضلاً عن النشاط البدني، أذ أن النشاط البدني يزيد من ارتفاع تركيز هرمون الباراثون الذي يساهم في انتقال الكالسيوم من العظام ومن الأمعاء الى الدم، مما يزيد من نسبته بالدم وهذا له تأثير عكسي من ناحية امتصاص الكالسيوم في الأمعاء والزيادة في تركيزه لها دور مهم في عملية الانقباض العضلي حيث يتحرر من مخازنه بالساركوبلازم لمساعدة إنزيم النترونين في تحرير (ATP) الذي يساعد ويساهم في انشطار هذا المركب. لذا فان التمرين الطويل الأمد وما يرافقه من ارتفاع في درجة في الحرارة ، تؤدي الى زيادة طرح الكالسيوم عن طريق التعرق والادرار لذلك فان من الحكمة قياسه بشكل دوري وخاصة لعدائي المسافات الطويلة