مما لاشك فيه بأن تطور القدرات البدنية يرتبط ارتباطا وثيقاً بكفاءة الاجهزة الحيوية، أذ أن الغاية الاساسية من التدريب سوى كان ذلك التدريب فردياً أو جماعياً يرتبط باليوم التدريبي، وهذا اليوم يتوقف على مستوى اللاعب والعمر التدريبي واهداف التدريب، أذ أن التقدم في مستوى القدرات البدنية يعتمد بدرجة الاساسية على مقدار الاستجابات التي يحدثها التدريب للأجهزة الحيوية وعلى الأفعال الأيضية وتحقيق الموازنة المثلى بين عمليات الهدم والبناء ومقدار الطاقة الناتجة لأدامه تلك الموازنة، من أجل وصول أجهزة الرياضي الى مرحلة التكيف البيولوجي، فضلاً عن قدرة تلك الأجهزة لمقاومة الضغوط المنتظمة والناتجة عن الاحمال التدريبية المتغيرة وباستمرار، وهذا ما يطلق عليه بمصطلح التدريب التراكميCumulative Taraining، والذي يهدف الى كسر عتبة التكيف للتدريب الذي يتلقاه الرياضي، لذا على المدرب أن يكون على علم ودراية بوقت ذلك التكيف من أجل زحزحة الأحمال التدريبية نحو الأعلى للتحقيق تكيف جديد، أذ أن على الغالب يكون كسر عتبة التكيف بصورة مفاجئة وغير متوقعة، أذ أن تحقيق التكيف والانتقال الى تكيف التالي يساعد الرياضي على تحقيق أفضل النتائج والاستفادة من الأثر التراكمي للتدريب، وهذا يتوقف على قدرة المدرب على التخطيط الجيد للموسم التدريبي من خلال الاستفادة من تغير شدة الأحمال التدريبية، وهذا يعتمد على تكيف القدرات البدنية وتسلسل المنطقي لها، والذي يتوقف على نوع النشاط التخصصي، من خلال إعطاء الألوية الأولى لتلك القدرات، فمثلاً عند تدريب رفع الاثقال يتطلب العديد من تلك القدرات والتي تتخلف في نسب تطويرها، ولعل من أهمها القوة القصوى والقوة المتفجرة، أما تدريبات التحمل لست ضرورية في هذا النوع من الرياضة، ولتحقيق التطور لتلك القدرات يتوقف على التناسق الجيد بين مكونات الحمل التدريبي، ولعل من أهمها تحقيق الراحة الكفاية للأجهزة الحيوية للرياضي من أجل الوفاء بمتطلبات الطاقة، فضلاً عن قدرة الرياضي على أداء التمرين التالي بنفس الكفاءة، وهذا ما يمكن تحقيقه عندما يكون النظام العصبي المركزي في حالته المثلى،( تحقيق التوزان بين عمليات الكف والاستثارة)، مما يتيح للرياضي مقاومة الظروف التعب، فضلاً عن أنه قد لا يستجيب الرياضي لفعالية التدريب بسبب تثبيط الجهاز العصبي المركزي، لذلك يجب على المدرب مراعاة الظروف التدريبية التي يجب أن يتبعها من أجل استفادة الرياضي من التدريب، أذ أن في الجزء الأول وبعد الأحماء (رفع حرارة الجسم كافة للتهيئة الاعضاء الحيوية للجسم للجهد البدني) ولعل من أهم تلك الاجهزة الجهاز العصبي كونه المهمين والمسيطر على عمل أجهزة الجسم الاخرى، وبما أن تدريبات السرعة هي في الاساس تدريبات للجهاز العصبي لذلك تكون تدريبات ( السرعة القصوى، القوة القصوى(الألية العصبية)، القوة المتفجرة، تعلم المهارة واكتسابها( خطط جديدة) في الجزء الأول وبعد الأحماء مباشرة، وسبب في ذلك أن تلك التدريبات يتطلب أن يكون الجهاز العصبي المركزي في حالته المثلى ، مع الامداد الطاقة له للوفاء بمتطلبات الجهد البدني وهذا يتطلب ألية خاصة في العمليات الأيضية والذي سوف نتطرق لها لاحقاً. أما في الجزء الذي يليه يتم التدريب على( تحمل القوة اللاهوائية، القوة الهوائية القصوى، القوة القصوى" التضخم العضلي"، إتقان الأداء المهاري، وسبب في ذلك يمكن التدريب هذه القدرات عندما تكون درجة التعب خفيفة أو متوسطة، وفي الجزء الختامي يتم تدريب على ( التحمل الهوائي، تحمل القوة) وسبب في ذلك بأنه من المفترض ممارسة تلك التدريبات يمكن أن يحافظ الرياضي على الأداء بقدر الإمكان مع زيادة التعب