zemmora
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

zemmora

منتدى متنوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صيام عاشوراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
HOUWIROU
Admin
Admin
HOUWIROU


عدد الرسائل : 14672
نقاط التميز :
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

صيام عاشوراء Empty
مُساهمةموضوع: صيام عاشوراء   صيام عاشوراء Emptyالسبت 26 ديسمبر 2009 - 11:27

صيام عاشوراء Q8lots-9b50c85633
صيام عاشوراء 3129fd1
صيام عاشوراء Banner_468x60

صيام عاشوراء 937886045





صيام عاشوراء 0176d19d0fd8be1c1560eeb25ebe6e57







<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td>صيام عاشوراء Rm_title</td><td style="background-image: url(inc/units/Lesson/view/rm_bg.jpg);" width="100%">
</td><td>صيام عاشوراء Rm_icon</td></tr></table>
| حفظ

( الحجم: 0.38 MB )

<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td>صيام عاشوراء Mp3_title</td><td style="background-image: url(inc/units/Lesson/view/rm_bg.jpg);" width="100%">
</td><td>صيام عاشوراء Mp3_icon</td></tr></table>
| حفظ


( الحجم: 1.37 MB )






صيام عاشوراء 0176d19d0fd8be1c1560eeb25ebe6e57
صيام عاشوراء 469974845fi7صيام عاشوراء 469974845fi7
صيام عاشوراء 2575.imgcacheصيام عاشوراء 2575.imgcacheصيام عاشوراء 2575.imgcacheصيام عاشوراء 2575.imgcache







صيام عاشوراء 0176d19d0fd8be1c1560eeb25ebe6e57


وأما صيام يوم عاشوراء فإنه

كان يتحرى صومه على

سائر الأيام ولما قدم





المدينة



وجد



اليهود



تصومه وتعظمه

فقال


صيام عاشوراء H2






نحن

أحق

بموسى منكم

" . فصامه

وأمر بصيامه وذلك قبل فرض رمضان فلما فرض رمضان

قال "

من

شاء صامه ومن

شاء

تركه








صيام عاشوراء H1









وقد استشكل بعض الناس هذا

وقال إنما قدم رسول الله

صلى الله عليه وسلم





المدينة



في شهر ربيع الأول

فكيف يقول



ابن عباس



: إنه قدم





المدينة



فوجد



اليهود



صياما يوم عاشوراء ؟









وفيه إشكال آخر وهو أنه قد

ثبت في



" الصحيحين "



من حديث

عائشة أنها

قالت


صيام عاشوراء H2






كانت قريش تصوم يوم عاشوراء

في الجاهلية

وكان يصومه فلما



هاجر

إلى





المدينة



صامه

وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان

قال "

من

شاء صامه ومن

شاء

تركه






صيام عاشوراء H1









وإشكال آخر وهو ما

ثبت في



" الصحيحين "








صيام عاشوراء H2







أن



الأشعث بن قيس





دخل على



عبد الله بن مسعود



وهو يتغدى

فقال يا

أبا محمد ادن إلى الغداء .

فقال أوليس اليوم يوم عاشوراء ؟

فقال وهل

تدري ما يوم عاشوراء ؟

قال وما هو ؟

قال إنما هو يوم

كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل رمضان فلما

نزل رمضان

تركه


صيام عاشوراء H1









وقد روى



مسلم



في



" صحيحه "



عن





ابن عباس






صيام عاشوراء H2




أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء

وأمر بصيامه

قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه

اليهود



والنصارى



فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم " إذا

كان العام المقبل إن

شاء الله صمنا اليوم التاسع




صيام عاشوراء H1

فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .













فهذا فيه أن صومه والأمر بصيامه قبل

وفاته بعام وحديثه المتقدم فيه أن ذلك

كان عند مقدمه





المدينة



ثم إن



ابن مسعود





أخبر أن يوم عاشوراء

ترك برمضان وهذا يخالفه حديث



ابن عباس



المذكور ولا يمكن أن

يقال

ترك فرضه لأنه لم يفرض لما

ثبت في



" الصحيحين "



عن



معاوية بن

أبي سفيان




صيام عاشوراء H2






سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول "

هذا يوم عاشوراء

ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن

شاء فليصم ومن

شاء فليفطر "




صيام عاشوراء H1

ومعاوية إنما سمع هذا بعد الفتح قطعا .









وإشكال آخر وهو أن



مسلما



روى في



" صحيحه "



عن



عبد الله بن عباس



أنه
صيام عاشوراء H2




لما

قيل لرسول الله

صلى الله عليه وسلم إن هذا اليوم تعظمه



اليهود







والنصارى





قال "

إن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع

" فلم يأت العام القابل حتى توفي رسول الله

صلى الله عليه وسلم
صيام عاشوراء H1
ثم روى مسلم في " صحيحه " عن



الحكم بن الأعرج



قال


صيام عاشوراء H2




انتهيت إلى





ابن عباس



وهو متوسد رداءه في





زمزم



فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء .

فقال

إذا رأيت هلال المحرم

فاعدد

وأصبح يوم التاسع صائما قلت هكذا

كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم يصومه ؟

قال نعم






صيام عاشوراء H1















وإشكال آخر وهو أن صومه إن

كان واجبا مفروضا في أول الإسلام فلم يأمرهم بقضائه وقد فات تبييت النية له من الليل وإن لم يكن فرضا

فكيف

أمر بإتمام الإمساك من

كان

أكل ؟ كما في



" المسند "



والسنن من وجوه متعددة أنه عليه -

66 - السلام
صيام عاشوراء H2








أمر من

كان

طعم فيه أن يصوم بقية

يومه




صيام عاشوراء H1 وهذا إنما يكون في الواجب

وكيف يصح قول





ابن مسعود



: فلما فرض رمضان

ترك عاشوراء واستحبابه لم يترك ؟









وإشكال آخر وهو أن



ابن عباس



جعل يوم عاشوراء يوم التاسع

وأخبر أن هكذا

كان يصومه

صلى الله عليه وسلم وهو الذي روى عن النبي

صلى الله عليه وسلم "


صيام عاشوراء H2






صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود



صوموا يوما قبله أو يوما بعده


صيام عاشوراء H1




ذكره

أحمد . وهو الذي روى :
صيام عاشوراء H2




أمرنا رسول الله

صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر


صيام عاشوراء H1

ذكره





الترمذي





.











فالجواب عن هذه الإشكالات بعون الله وتأييده وتوفيقه









أما الإشكال الأول وهو أنه لما قدم





المدينة



وجدهم يصومون يوم عاشوراء فليس فيه أن يوم قدومه وجدهم يصومونه فإنه إنما قدم يوم الاثنين في ربيع الأول ثاني عشرة ولكن

أول علمه بذلك بوقوع القصة في العام

الثاني الذي

كان بعد قدومه





المدينة



ولم يكن وهو بمكة هذا إن

كان حساب أهل الكتاب في صومه بالأشهر الهلالية وإن

كان بالشمسية

زال الإشكال بالكلية ويكون اليوم الذي نجى الله فيه

موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم

فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي

صلى الله عليه وسلم





المدينة



في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب

فقال النبي

صلى الله عليه وسلم "


صيام عاشوراء H2




نحن

أحق

بموسى منكم






صيام عاشوراء H1
"











فظهر حكم هذه الأولوية في تعظيم هذا اليوم وفي تعيينه وهم أخطئوا تعيينه لدورانه في السنة الشمسية كما

أخطأ



النصارى



في تعيين صومهم بأن جعلوه في فصل من السنة تختلف فيه الأشهر .









وأما الإشكال

الثاني وهو أن قريشا

كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية

وكان رسول الله

صلى الله عليه وسلم يصومه فلا ريب أن قريشا

كانت تعظم هذا اليوم

وكانوا

يكسون



الكعبة



فيه وصومه من تمام تعظيمه ولكن إنما

كانوا يعدون بالأهلة

فكان عندهم عاشر المحرم فلما قدم النبي

صلى الله عليه وسلم





المدينة



وجدهم يعظمون ذلك اليوم ويصومونه فسألهم عنه

فقالوا : هو اليوم الذي نجى الله فيه





موسى



وقومه من



فرعون





فقال

صلى الله عليه وسلم


صيام عاشوراء H2
نحن

أحق منكم

بموسى
صيام عاشوراء H1


فصامه

وأمر بصيامه تقريرا لتعظيمه وتأكيدا

وأخبر

صلى الله عليه وسلم أنه

وأمته

أحق

بموسى من



اليهود



فإذا صامه

موسى شكرا لله

كنا

أحق أن نقتدي به من



اليهود



لا سيما إذا

قلنا : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالفه شرعنا .









فإن

قيل من أين لكم أن





موسى



صامه ؟

قلنا :

ثبت في



" الصحيحين "



أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم لما سألهم عنه

فقالوا يوم عظيم نجى الله فيه

موسى وقومه

وأغرق فيه



فرعون



وقومه فصامه

موسى شكرا لله فنحن نصومه

فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم "
صيام عاشوراء H2






فنحن

أحق

وأولى

بموسى منكم " . فصامه

وأمر بصيامه






صيام عاشوراء H1 فلما

أقرهم على ذلك ولم يكذبهم علم أن

موسى صامه شكرا لله

فانضم هذا القدر إلى التعظيم الذي

كان له قبل الهجرة فازداد تأكيدا حتى بعث رسول الله

صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي في الأمصار بصومه وإمساك من

كان

أكل والظاهر أنه حتم ذلك عليهم

وأوجبه كما سيأتي تقريره .









وأما الإشكال الثالث وهو أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

كان يصوم يوم عاشوراء قبل -

68 - أن ينزل فرض رمضان فلما

نزل فرض رمضان

تركه فهذا لا يمكن التخلص منه إلا بأن صيامه

كان فرضا قبل رمضان وحينئذ فيكون المتروك وجوب صومه لا استحبابه ويتعين هذا ولا

بد لأنه عليه السلام

قال قبل

وفاته بعام وقد

قيل له إن



اليهود



يصومونه


صيام عاشوراء H2
لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع
صيام عاشوراء H1


أي معه

وقال


صيام عاشوراء H2
خالفوا



اليهود





وصوموا يوما قبله أو يوما بعده
صيام عاشوراء H1


أي معه ولا ريب أن هذا

كان في آخر الأمر وأما في أول الأمر

فكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء فعلم أن استحبابه لم يترك .









ويلزم من

قال إن صومه لم يكن واجبا

أحد

لأمرين إما أن يقول بترك استحبابه فلم يبق مستحبا أو يقول هذا

قاله



عبد الله بن مسعود





رضي الله عنه برأيه

وخفي عليه استحباب صومه وهذا بعيد فإن النبي

صلى الله عليه وسلم

حثهم على صيامه

وأخبر أن صومه يكفر السنة الماضية واستمر الصحابة على صيامه إلى حين

وفاته ولم يرو عنه حرف واحد بالنهي عنه وكراهة صومه فعلم أن الذي

ترك وجوبه لا استحبابه .









فإن

قيل حديث



معاوية



المتفق على صحته صريح في عدم فرضيته وإنه لم يفرض

قط . فالجواب أن حديث معاوية صريح في نفي استمرار وجوبه وأنه الآن غير واجب ولا ينفي وجوبا متقدما منسوخا فإنه لا يمتنع أن

يقال لما

كان واجبا ونسخ وجوبه إن الله لم يكتبه علينا .









وجواب ثان أن غايته أن

يكون النفي عاما في الزمان

الماضي والحاضر فيخص بأدلة الوجوب في

الماضي

وترك النفي في استمرار الوجوب .









وجواب ثالث وهو أنه

صلى الله عليه وسلم إنما نفى أن

يكون فرضه ووجوبه

مستفادا من جهة القرآن ويدل على هذا قوله " إن الله لم يكتبه علينا " وهذا لا ينفي الوجوب بغير ذلك فإن الواجب الذي كتبه الله على عباده هو ما

أخبرهم بأنه كتبه عليهم كقوله تعالى :


صيام عاشوراء B2

كتب عليكم الصيام




صيام عاشوراء B1
[ البقرة 183 ]

فأخبر

صلى الله عليه وسلم أن صوم يوم عاشوراء لم يكن داخلا في هذا المكتوب الذي
كتبه الله علينا دفعا لتوهم من يتوهم أنه داخل فيما كتبه الله علينا فلا
تناقض بين هذا وبين الأمر السابق بصيامه الذي
صار منسوخا بهذا الصيام المكتوب . يوضح هذا أن معاوية إنما سمع هذا منه بعد فتح

مكة



واستقرار فرض رمضان ونسخ وجوب عاشوراء به . والذين شهدوا

أمره بصيامه والنداء بذلك وبالإمساك لمن

أكل شهدوا ذلك قبل فرض رمضان عند مقدمه





المدينة



وفرض رمضان

كان في السنة

الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله

صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع

رمضانات فمن شهد الأمر بصيامه شهده قبل نزول فرض رمضان ومن شهد الإخبار عن
عدم فرضه شهده في آخر الأمر بعد فرض رمضان وإن لم يسلك هذا المسلك تناقضت
أحاديث الباب واضطربت .






فإن

قيل

فكيف يكون فرضا ولم يحصل تبييت النية من الليل وقد

قال "


صيام عاشوراء H2




لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل






صيام عاشوراء H1
؟









" فالجواب أن هذا الحديث مختلف فيه هل هو من

كلام النبي

صلى الله عليه وسلم أو من قول حفصة

وعائشة ؟ فأما حديث حفصة فأوقفه عليها معمر





والزهري







وسفيان بن

عيينة







ويونس بن يزيد

الأيلي



عن





الزهري



ورفعه بعضهم وأكثر أهل الحديث يقولون الموقوف أصح

قال الترمذي : وقد رواه نافع عن

ابن عمر قوله وهو أصح ومنهم من يصحح رفعه لثقة رافعه وعدالته وحديث

عائشة أيضا : روي مرفوعا وموقوفا واختلف في تصحيح رفعه . فإن لم يثبت رفعه فلا كلام وإن

ثبت رفعه فمعلوم أن هذا إنما

قاله بعد فرض رمضان وذلك متأخر عن الأمر بصيام يوم عاشوراء وذلك تجديد حكم واجب وهو التبييت وليس نسخا لحكم ثابت بخطاب

فإجزاء صيام يوم عاشوراء بنية من النهار

كان قبل فرض رمضان وقبل فرض التبييت من الليل ثم نسخ وجوب صومه برمضان وتجدد وجوب التبييت فهذه

طريقة .











وطريقة

ثانية هي

طريقة أصحاب

أبي حنيفة أن وجوب صيام يوم عاشوراء تضمن أمرين وجوب صوم ذلك اليوم

وإجزاء صومه بنية من النهار ثم نسخ تعيين الواجب بواجب آخر فبقي حكم

الإجزاء بنية من النهار غير منسوخ .











وطريقة ثالثة وهي أن الواجب تابع للعلم ووجوب عاشوراء إنما علم من النهار وحينئذ فلم يكن التبييت ممكنا فالنية

وجبت وقت تجدد الوجوب والعلم به وإلا

كان تكليفا بما لا يطاق وهو ممتنع .

قالوا : وعلى هذا إذا

قامت البينة بالرؤية في أثناء النهار

أجزأ صومه بنية مقارنة للعلم بالوجوب وأصله صوم يوم عاشوراء وهذه

طريقة شيخنا وهي كما تراها أصح الطرق

وأقربها إلى

موافقة أصول الشرع وقواعده وعليها تدل الأحاديث ويجتمع شملها الذي يظن تفرقه ويتخلص من دعوى النسخ بغير ضرورة . وغير هذه

الطريقة لا

بد فيه من

مخالفة قاعدة من قواعد الشرع أو

مخالفة بعض الآثار .









وإذا

كان النبي

صلى الله عليه وسلم لم يأمر أهل



قباء



بإعادة الصلاة التي

صلوا بعضها إلى القبلة المنسوخة إذ لم يبلغهم وجوب التحول فكذلك من لم
يبلغه وجوب فرض الصوم أو لم يتمكن من العلم بسبب وجوبه لم يؤمر بالقضاء
ولا
يقال إنه

ترك التبييت الواجب إذ وجوب التبييت تابع للعلم بوجوب المبيت وهذا في غاية الظهور . ولا ريب أن هذه

الطريقة أصح من

طريقة من يقول

كان عاشوراء فرضا

وكان يجزئ صيامه بنية من النهار ثم نسخ الحكم بوجوبه فنسخت متعلقاته ومن متعلقاته

إجزاء صيامه بنية من النهار لأن متعلقاته تابعة له وإذا

زال المتبوع

زالت توابعه وتعلقاته فإن

إجزاء الصوم الواجب بنية من النهار لم يكن من متعلقات خصوص هذا اليوم بل من متعلقات الصوم الواجب والصوم الواجب لم يزل وإنما

زال تعيينه فنقل من محل إلى محل

والإجزاء بنية من النهار وعدمه من توابع

أصل الصوم لا تعيينه .









وأصح من

طريقة من يقول إن صوم يوم عاشوراء لم يكن واجبا

قط لأنه قد

ثبت الأمر به وتأكيد الأمر بالنداء العام

وزيادة تأكيده بالأمر لمن

كان

أكل بالإمساك وكل هذا ظاهر قوي في الوجوب ويقول



ابن مسعود



: إنه


صيام عاشوراء H2








لما فرض رمضان

ترك عاشوراء






صيام عاشوراء H1









ومعلوم أن استحبابه لم يترك بالأدلة التي تقدمت وغيرها فيتعين أن

يكون المتروك وجوبه فهذه خمس طرق للناس في ذلك . والله

أعلم .









وأما الإشكال الرابع وهو أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

قال


صيام عاشوراء H2
لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع
صيام عاشوراء H1


وأنه توفي قبل العام المقبل وقول





ابن عباس



: إن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

كان يصوم التاسع فابن عباس روى هذا وهذا وصح عنه هذا وهذا ولا تنافي
بينهما إذ من الممكن أن يصوم التاسع ويخبر أنه إن بقي إلى العام القابل
صامه أو يكون


ابن عباس





أخبر عن فعله مستندا إلى ما عزم عليه ووعد به ويصح الإخبار عن ذلك مقيدا أي كذلك

كان يفعل لو بقي ومطلقا إذا علم الحال وعلى كل واحد من الاحتمالين فلا تنافي بين الخبرين .









وأما الإشكال الخامس فقد تقدم جوابه بما فيه كفاية .









وأما الإشكال السادس وهو قول





ابن عباس



: اعدد

وأصبح يوم التاسع صائما . فمن تأمل مجموع روايات





ابن عباس



تبين له زوال الإشكال وسعة علم





ابن عباس



فإنه لم يجعل عاشوراء هو اليوم التاسع بل

قال

للسائل صم اليوم التاسع واكتفى بمعرفة

السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء

فأرشد

السائل إلى صيام التاسع معه

وأخبر أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

كان يصومه كذلك . فإما أن

يكون فعل ذلك هو الأولى وإما أن

يكون حمل فعله على الأمر به وعزمه عليه في المستقبل ويدل على ذلك أنه هو الذي روى : "


صيام عاشوراء H2






صوموا يوما قبله ويوما بعده






صيام عاشوراء H1
" وهو الذي روى :


صيام عاشوراء H2


أمرنا رسول الله

صلى الله عليه وسلم بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر


صيام عاشوراء H1 وكل هذه الآثار عنه يصدق بعضها بعضا ويؤيد بعضها بعضا .






فمراتب صومه ثلاثة أكملها : أن يصام قبله يوم وبعده يوم ويلي ذلك أن يصام
التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم .






وأما إفراد التاسع فمن نقص فهم الآثار وعدم تتبع ألفاظها وطرقها وهو بعيد من اللغة والشرع والله الموفق للصواب . وقد سلك بعض أهل العلم مسلكا آخر

فقال قد

ظهر أن القصد

مخالفة أهل الكتاب في هذه العبادة مع الإتيان بها وذلك يحصل بأحد أمرين إما بنقل العاشر إلى التاسع أو بصيامهما معا . وقوله


صيام عاشوراء H2
إذا

كان العام المقبل صمنا التاسع
صيام عاشوراء H1

يحتمل الأمرين . فتوفي رسول الله

صلى الله عليه وسلم قبل أن يتبين لنا مراده

فكان الاحتياط صيام اليومين معا

والطريقة التي ذكرناها أصوب إن

شاء الله ومجموع أحاديث





ابن عباس



عليها تدل لأن قوله في حديث

أحمد


صيام عاشوراء H2
خالفوا



اليهود





صوموا يوما قبله أو يوما بعده
صيام عاشوراء H1


وقوله في حديث الترمذي


صيام عاشوراء H2
أمرنا بصيام عاشوراء يوم العاشر

صيام عاشوراء H1
يبين صحة

الطريقة التي سلكناها والله

أعلم



صيام عاشوراء 0176d19d0fd8be1c1560eeb25ebe6e57



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته وصحبه أجمعين
وبعد :




فهذه ورقة تتضمن أربع مسائل تتعلق بصيام يوم عاشوراء




[أولها] مسألة فضل صوم يوم عاشوراء


[وثانيها] هل يكفر صوم يوم عاشوراء الكبائر ؟!!


[وثالثها]مسألة استحباب صوم يوم التاسع مع صوم عاشوراء


[ورابعها] مسألة هل يكره إفراد صوم عاشوراء ، أي صومه دون يوم قبله ويوم بعده




[1] فأما يوم عاشوراء فإنه [ من أيام الله ] [
يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.] أما صيام يوم
عاشوراء فإنه يكفر السنة الماضية لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم [ صوم
يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة و صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ] رواه
مسلم وغيره




## لكن صومه مستحب غير واجب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن
عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه و من شاء تركه ] رواه مسلم وغيره من
حديث ابن عمر رضي الله عنهما




## أما كون يوم عاشوراء [ من أيام الله ] [ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى
وقومه. وغرق فرعون وقومه.] فلما ثبت في صحيح الإمام مسلم وغيره :


[[ عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم
المدينة. فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم : "ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه
موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا. فنحن نصومه. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله
عليه وسلم. وأمر بصيامه ]]




## ولعظم هذا اليوم فقد بوب البخاري في صحيحه : باب: [ وجاوزنا ببني إسرائيل
البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه
لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ] وبوب البخاري رحمه
الله أيضا في صحيحه باب: قوله: [ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب
لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم
من اليم ما غشيهم ، وأضل فرعون قومه وما هدى ] وقال تعالى [ وَإِذْ فَرَقْنَا
بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ
تَنظُرُونَ]




[2] وأما السؤال هل يكفر صوم يوم عاشوراء الكبائر ؟!!


فجوابه أن الصلاة وصيام رمضان أعظم من صيام عاشوراء ومع هذا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : [ الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان
مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ] رواه مسلم والترمذي




## قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : [ وتكفير الطهارة والصلاة وصيام
رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط وكذا الحج لأن الصلاة ورمضان أعظم منه ]
الكبرى م4ص 428 والاختيارات ص 65




## قال النووي رحمه الله [ يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ
الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ
. ] أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة.




فأوصي إخواني بالتوبة والندم قبل أن تبلغ الروحُ الحلقومَ ف [الندم توبة و
التائب من الذنب كمن لا ذنب له ]




[[]] وثمة ما يبلغ المرء شفاعة سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام فإنه قال
[ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] وقال [ ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي
يسمون الجهنميين ] بل إن [ المقام المحمود الشفاعة] [ يخرج قوم من النار
بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة و يسمون الجهنميين ] رواه
البخاري




وقد علم رسول الله صلى لله عليه وسلم أمته بعض أبواب الخير التي تبلغهم
شفاعته عليه السلام




فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :[ أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال:
لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه ]رواه البخاري وقوله [ من صلى على حين
يصبح عشرا و حين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة ] وقوله [ من قال حين
يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة
و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ] رواه
البخاري وأصحاب السنن




[3] وأما استحباب صوم يوم التاسع مع صوم عاشوراء
فدليلها قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لئن بقيت إلى قابل لأصومن
التاسع ]رواه مسلم م2ص798 برقم1134 ك الصيام ورواه غيره




قال الحافظ ابن القيم في تهذيب سنن أبي داوود : [ يصام يوم قبله أو يوم بعده
] م3ص324 قال ابن حجر :" ولأحمد من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعا : [صوموا يوم
عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا يوما قبله أو يوما بعده ] ، وهذا كان في آخر
الأمر ... وهذا الحديث أورده الحافظ مرفوعا وسكت عنه في الفتح وفي تلخيص
الحبير وأورده ابن القيم مرفوعا أيضا وسكت عنه في الزاد رحمهما الله ؛ لكن
قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار : " رواية أحمد هذه ضعيفة منكرة من
طريق داوود بن علي عن أبيه عن جده ، رواها عنه ابن أبي ليلى . " ورجح الإمام
الألباني رحمه الله أيضا ضعف هذه الرواية وأورها في ضعيف الجامع الصغير .




[4] وأما إفْرَادُ يوم عاشوراء بالصوم دون صوم التاسع
والحادي عشر فلا حرج فيه




## قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله : [ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ ... ] الاختيارات
ص10




## وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الإمام عبدالعزيز بن
باز رحمه الله : [ يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط ، لكن الأفضل صيام
يوم قبله أو يوم بعده ، وهي السُنَّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " قال ابن عباس رضي الله عنهما: (
يعني مع العاشر)وبالله التوفيق . المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والإفتاء م10ص401




وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



حرر في جدة عام 1425
وكتب الفقير إلى الله : حاتم بن عبد الرحمن الفرائضي
خطيب جامع ابن عباس رضي الله عنهما بجدة

صيام عاشوراء 0176d19d0fd8be1c1560eeb25ebe6e57





عدل سابقا من قبل HOUWIROU في السبت 26 ديسمبر 2009 - 11:47 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zemmora.yoo7.com
HOUWIROU
Admin
Admin
HOUWIROU


عدد الرسائل : 14672
نقاط التميز :
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

صيام عاشوراء Empty
مُساهمةموضوع: رد: صيام عاشوراء   صيام عاشوراء Emptyالسبت 26 ديسمبر 2009 - 11:36

ما ورد في فضل صيامه:
1- عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس
رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: " ما علمت أن رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً
إلا هذا الشهر - يعني رمضان -" .
وفي لفظ: " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره
إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..".
أخرجه البخاري (4/245) (ح2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي (4/204) (ح2370)،
وأحمد (1/367) ، وابن خزيمة (2086)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3779)، وفي
"السنن الكبرى" (4/286)، والطبراني (1254).

2- وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة
التي قبله" .
أخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2/321) (ح2425)، والترمذي (2/115) (ح749) ،
وابن ماجة (1/553) (ح1738) ، وأحمد (5/308)، والبيهقي (4/286).

تعليق:
في هذين الحديثين دليل على فضل صوم يوم عاشوراء، وأنه يكفر السنة التي قبله.
والمشهور عند أهل العلم أنه إنما يكفر الصغائر فقط، أما الكبائر فلابد لها من
توبة.
قال النووي رحمه الله: " يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها
إلا الكبائر .
ثم قال: صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه
تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كل واحد من هذه المذكورات صالح
للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة
كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرة أو كبائر، ولم يصادف صغائر
رجونا أن تخفف من الكبائر" اهـ. المجموع (6/382).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وتكفير الطهارة، والصلاة وصيام
رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصغائر فقط" . الفتاوى الكبرى (4/428).
قلت: ويدل لذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان
إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر" .

* ما ورد في الأمر بصيامه:
3- وعن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما
قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم
عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني
إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" .
وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" .
وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" .
أخرجه البخاري (4/244) ح(2004) ، ومسلم (1130)، وأبو داود (2/426) (ح2444) ،
وابن ماجه (1/552) ح(1734) ، والبيهقي (4/286).
وأخرجه أحمد (2/359) من حديث أبي هريرة وزاد: "وهذا يوم استوت فيه السفينة
على الجودي" وإسناده ضعيف، في إسناده عبدالصمد بن حبيب وهو ضعيف، وحبيب بن
عبدالله وهو مجهول .
قال ابن كثير في تفسيره (2/448) - بعد أن أورده من هذا الوجه - : "وهذا حديث
غريب من هذا الوجه" .

4- وعن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها
قالت: "أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار
التي حول المدينة : من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان مفطراً فليتم
بقية يومه، فكنّا بعد ذلك نصومه، ونصوِّمه صبياننا الصغار، ونذهب إلى المسجد،
فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه، حتى يكون الإفطار"
.
وفي رواية: " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم".

أخرجه البخاري (4/200) (ح1960) ، ومسلم (1136) ، وأحمد (6/359) ، وابن حبان
(8/385) (ح3620) ، والطبراني (24/275) (ح700) ، والبيهقي (4/288).

5- وعن سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه ، أن
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً من أسلم: "أن أذِّن في الناس: من
كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم عاشوراء" .
أخرجه البخاري (4/245) (ح2007) ، ومسلم (1135) ، والنسائي (4/192) ، والدارمي
(2/22) ، وابن خزيمة (2092) ، وابن حبان (8/384) (ح3619) ، والبيهقي (4/288)
، والبغوي في "شرح السنة" (1784).

6- وعن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال:
"كان يوم عاشوراء يوماً تعظّمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم : "صوموه أنتم" .
وفي رواية لمسلم: " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويلبسون
نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فصوموه
أنتم".
أخرجه البخاري (4/244) (ح2005) ، ومسلم (1131).
قال النووي: " الشارة بالشين المعجمة بلا همز، وهي الهيئة الحسنة والجمال، أي
يلبسونهم لباسهم الحسن الجميل" . شرح مسلم (8/10).
وقال ابن الأثير: " الشارة: الرواءُ والمنظر الحسن والزينة". جامع الأصول
(6/308).

7- وعن محمد بن صيفي رضي اللَّه عنه قال: قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: " أمنكم أحد أكل اليوم، فقالوا:
منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى أهل
العَروض فليتموا بقية يومهم".
أخرجه النسائي (4/192)، وابن ماجه (1/552) ، (ح1735)، وأحمد (4/388)، وابن
خزيمة (2091) ، وابن حبان (8/382) (ح3617) .
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة " (2/30) : "إسناده صحيح" .
قلت: وهو كما قال.

- التخيير بين صيامه وإفطاره بعد فرض صيام شهر رمضان:

8- عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: " كان
عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر".
وفي رواية : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما
فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" .
أخرجه البخاري (4/244) (ح2001) ، (2002) ، ومسلم (1125) ، وأبو داود (2/326)
(ح2442)، والترمذي (2/118) (ح753) ، ومالك في "الموطأ" (1/299) ، وأحمد
(6/29، 50، 162) ، وابن خزيمة (2080).

9-
وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كان عاشوراء يصومه
أهل الجاهلية، فلما نزل رمضان قال: من شاء صامه، ومن شاء لم يصمه" .
وفي رواية : وكان عبد اللَّه لا يصومه إلا أن يوافق صومه.
وفي رواية لمسلم: " إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم صامه، والمسلمون قبل أن يفرض رمضان، فلما افترض،
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن
شاء صامه، ومن شاء تركه" .
وفي رواية له أيضاً : " فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه" .
أخرجه البخاري (4/102، 244) (ح1892) ، (2000) ، و(8/177) (ح4501)، ومسلم
(1126) ، وأبو داود (2/326) (ح2443) ، وابن ماجه (1/553) (ح1737) ، والدارمي
(1/448) (ح1711) ، وابن حبان (8/386) ، (ح3622) ، (3623) ، والبيهقي (4/290).


10-
وعن عائشة رضي اللَّه عنها: " أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في
الجاهلية، ثم أمر رسول اللَّه  بصيامه، حتى فرض رمضان، فقال رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم : من شاء فليصمه، ومن شاء فليفطره" .
وفي رواية للبخاري: " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً
تستر فيه الكعبة.." .
أخرجه البخاري (4/102) (ح1893) ، و(4/244) (ح2002) ، و(3/454) (ح1592)، ومسلم
(1125) ، وأبو داود (2/326) (ح2442)، والترمذي (2/118)، (ح753) ، والدارمي
(1/449) (ح1712) ، ومالك في "الموطأ" (1/229) ، وأحمد (6/162، 244) ، وابن
حبان (8/385) (ح3621) ، والبيهقي (4/288) ، والبغوي في "شرح السنة" (1702).


11-
وعن حميد بن عبدالرحمن أنه سمع معاوية رضي اللَّه عنه يقول: سمعت
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: " هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب اللَّه
عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر" .
أخرجه البخاري (4/244) (ح2003) ، ومسلم (1129) ، والنسائي (4/204) ، ومالك في
"الموطأ" (1/299) ، وابن خزيمة (2085) ، وابن حبان (8/390) ، (ح3626) ،
والطبراني (19/326) (ح744) ، والبيهقي (4/290)، والبغوي في "شرح السنة"
(1785).

12-
وعن علقمة بن قيس النخعي، أن الأشعث بن قيس دخل على عبدالله بن
مسعود، وهو يطعم يوم عاشوراء، فقال: يا أبا عبدالرحمن ، إن اليوم يوم
عاشوراء، فقال: "قد كان يُصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك، فإن
كنت مفطراً فاطعم" .
وفي رواية لمسلم: " كان يوماً يصومه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن
ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تركه" .
أخرجه البخاري (8/178) (ح5403) ومسلم (1127).

13-
وعن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه قال: "كان رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض
رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده" .
أخرجه مسلم (1128) ، والطيالسي (1/106) (ح784) ، وأحمد (5/96، 105) ، وابن
خزيمة (208) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/74)، والطبراني (1869) ،
والبيهقي (4/265).

14-
وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه قال: " أمرنا النبي صلى
الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان، لم
يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله" .
أخرجه النسائي في "الكبرى" (2/158) (ح2841) ، وأحمد (3/421) ، والطحاوي في
"شرح معاني الآثار (2/74).
وإسناده صحيح.

- تعليق:
قال ابن رجب رحمه اللَّه في "اللطائف" ص106: "فهذه الأحاديث كلها تدل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان،
بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه، فإن كان أمره صلى الله عليه
وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب، فإنه ينبني على أن الوجوب إذا
نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء، وإن كان أمره
للاستحباب المؤكد فقد قيل: إنه زال التأكيد وبقي أصل الاستحباب، ولهذا قال
قيس بن سعد: ونحن نفعله" .
وقال ابن حجر في الفتح (4/247): "ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجباً
لثبوت الأمر بصومه، ثم تأكد الأمر بذلك، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام، ثم
زيادته بأمر من أكل بالإمساك، ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يرضعن فيه
الأطفال، وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم: " لما فرض رمضان ترك عاشوراء"، مع
العلم بأنه ما ترك استحبابه، بل هو باق، فدل على أن المتروك وجوبه" اهـ.

- استحباب صوم يوم آخر معه مخالفة لأهل الكتاب:

15 - وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .
وفي رواية قال: " حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر
بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا
اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم " .
أخرجه مسلم (1134) ، وأبو داود (2/327) (ح2445)، وأحمد (1/236)، وابن أبي
شيبة (2/314)، (ح9381)، والطحاوي (2/78)، والطبراني (11/16)، (ح10891)،
والبيهقي (4/287).

16-
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً ، قال: قال رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم : "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً،
أو بعده يوماً" .
أخرجه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095)، والبيهقي (4/287) ، وابن عدي في
"الكامل" (3/956)، من طريق هشيم بن بشير.
وأخرجه البزار (1052 - كشف الأستار) من طريق عيسى بن المختار، والطحاوي في
"شرح معاني الآثار" (2/78) ، من طريق عمران بن أبي ليلى ، والحميدي
(1/227)(ح485) ، وعنه البيهقي (4/287) من طريق سفيان بن عيينة.
أربعتهم عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي ، عن أبيه علي بن
عبدالله بن عباس، عن جده رضي اللَّه عنه.
ولفظ عيسى بن المختار: " صوموا قبله يوماً وبعده يوماً " .
ولفظ سفيان بن عيينة: " لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده - يعني
يوم عاشوراء -" .
وأخرجه ابن عدي (3/956) من طريق ابن حي، عن داود بن علي به، بلفظ: "لئن بقيت
إلى قابل لأصومن يوماً قبله، ويوماً بعده - يعني يوم عاشوراء".
قال البزار : " قد روي عن ابن عباس من غير هذا الوجه، ولا نعلم روى صوموا
قبله يوماً وبعده، إلا داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس تفرد بها عن النبي
صلى الله عليه وسلم " اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/188) : " رواه أحمد والبزار، وفيه محمد بن
أبي ليلى، وفيه كلام" .
وقد ذكر ابن حجر الحديث في "التلخيص" (2/213) وسكت عنه.
قلت: الحديث إسناده ضعيف، لحال محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، فهو سيء الحفظ
جداً، وقد ضعفه أحمد ويحيى بن معين وغيرهما.
انظر: تهذيب الكمال (25/622) ، وميزان الاعتدال (3/ ترجمة 7825).
وفيه : داود بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، قال الذهبي: "ليس حديثه بحجة".
المغني (1/219).
والحديث أورده ابن عدي في "الكامل" (3/956) ، في ترجمة داود بن علي بن
عبدالله بن عباس مستنكراً له.
* وقد روي عن ابن عباس موقوفاً عليه:
فأخرجه عبد الرزاق (7839) ومن طريقه: البيهقي (4/287) ، والطحاوي في "شرح
معاني الآثار " (2/78) ، من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي اللَّه
عنهما بلفظ: "صوموا التاسع والعاشر، خالفوا اليهود" وإسناده صحيح، وقد صححه
ابن رجب في "اللطائف" ص(108).

* وقد ذهب بعض الأئمة إلى العمل بهذا الحديث،
واستحبوا صيام التاسع والعاشر، لا سيما وأن النبي صلى الله عليه وسلم صام
العاشر ونوى صيام التاسع.
قال في "المغني" (4/441) : "إذا ثبت هذا فإنه يستحب صوم التاسع والعاشر لذلك
- يعني عدم التشبه باليهود - نص عليه أحمد، وهو قول إسحاق"اهـ.
وقال أحمد في رواية الأثرم: " أنا أذهب في عاشوراء : أن يصام يوم التاسع
والعاشر، لحديث ابن عباس" .

وبناء عليه فقد ذكر ابن القيم في "الزاد " (2/76) ، وابن حجر في "الفتح"
(4/246) أن صيام عاشوراء على ثلاث مراتب:
أكملها: أن يصام قبله يومٌ وبعده يوم.
ويليها: أن يصام التاسع والعاشر.
ويليها: إفراد العاشر وحده بالصوم.
قلت: أما الأولى وهي أن يصام قبله يوم وبعده يوم؛ فلم يثبت بها حديث عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، وإنما صح ذلك عن ابن عباس موقوفاً عليه.

لكن له أن يفعل ذلك لأحد أمرين:
إما أن يشك في دخول الشهر، فيصوم ثلاثة أيام احتياطاً، فقد روي عن الإمام
أحمد أن قال: "فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك
ليتيقن صوم التاسع والعاشر" . المغني (4/441).
وقد ذكر رجب في "اللطائف " ص109، أن ممن روى عنه فعل ذلك أبو إسحاق وابن
سيرين، وأنهما إنما يفعلان ذلك عند الاختلاف في هلال الشهر احتياطاً.
الحال الثانية: أن ينوي بصيامها مع صيام يوم عاشوراء، صيام ثلاثة أيام من كل
شهر، لما ثبت في "الصحيحين" عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما قال: قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله"
.
وقد نص الشافعي رحمه اللَّه في " الأم" على استحباب صيام ثلاثة أيام التاسع
والعاشر والحادي عشر.

* وأما صيام التاسع مع العاشر، فهو الذي وردت
به السنة كما تقدم ، قال ابن حجر رحمه اللَّه في "الفتح" (4/245) -في تعليقه
على حديث : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"- : "ما هم به من صوم التاسع
يحتمل معناه ألا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له،
وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح، وبه يشعر بعض روايات مسلم" .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في "الفتاوى الكبرى" (2/259) : "نهى صلى
الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة، مثل قوله في عاشوراء:
"لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع" .

* وأما إفراد العاشر وحده بالصوم، فقد صرح
الحنفية بكراهته. الموسوعة الفقهية (28/90).
قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : " ومقتضى كلام أحمد : أنه يكره الاقتصار على
العاشر؛ لأنه سئل عنه فأفتى بصوم اليومين وأمر بذلك، وجعل هذا هو السنة لمن
أراد صوم عاشوراء، واتبع في ذلك حديث ابن عباس، وابن عباس كان يكره إفراد
العاشر على ما هو مشهور عنه" . اقتضاء الصراط المستقيم (1/420).
وقال في موضع آخر: " صيام يوم عاشوراء كفارة سنة، ولا يكره إفراده بالصوم" .
الفتاوى الكبرى (4/461).

*
أي يوم عاشوراء؟
قال النووي رحمه اللَّه : " عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان ، هذا هو المشهور
في كتب اللغة، قال أصحابنا هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع
منه، وبه قال جمهور العلماء... وهو ظاهر الأحاديث، ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو
المعروف عند أهل اللغة" اهـ. المجموع (6/383).
وقال ابن المنير: " الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر اللَّه
المحرم، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية" الفتح (4/245).
قلت: لكن ورد عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ما يخالف ذلك:

17- عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن
عباس رضي اللَّه عنهما، وهو متوسِّد رداءه عند زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم
عاشوراء، فقال: "إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً، قلت:
هكذا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم" .
أخرجه مسلم (1133)، وأبو دواد (2/327) (ح2446) ، والترمذي (2/119) (ح754) ،
وأحمد (1/239، 280) ، وابن خزيمة (2098) ، والطحاوي (2/75) ، وابن حبان
(8/395) (ح3633) ، والبيهقي (4/287).
فهذا الحديث يدل على أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم.
لكن أجاب ابن القيم رحمه اللَّه في "الزاد" (2/75) عن ذلك بقوله: "من تأمل
مجموع روايات ابن عباس، تبين له زوال الإشكال، وسعة علم ابن عباس، فإنه لم
يجعل عاشوراء هو اليوم التاسع، بل قال للسائل: صم اليوم التاسع، واكتفى
بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعده الناس كلهم يوم
عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم كان يصومه كذلك، فإما أن يكون فِعل ذلك هو الأولى، وإما أن يكون
حمل فعله على الأمر به، وعزق عليه في المستقبل، ويدل على ذلك أنه هو الذي
روى: "صوموا يوماً قبله ويوماً بعده" ، وهو الذي روى: أمرنا رسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر. وكل هذه الآثار عنه يصدّق
بعضها بعضاً، ويؤيد بعضها بعضاً" اهـ.
قلت: تقدم أن حديث " صوموا يوماً قبله ويوماً بعده" لا يصح مرفوعاً .
وقال في "تهذيب السنن" (3/324) - عن قوله " هكذا كان رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم يصومه " -: " وصدق رضي اللَّه عنه ، هكذا كان يصومه لو بقي .." .


خاتمة :

اعلم أنه لم يصح في فضل التوسعة على العيال في هذا اليوم حديث ، وقد أنكر شيخ
الإسلام وغيره ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من وسَّع على أهله في
يوم عاشوراء وسع اللَّه عليه سائر سنته" .
كما أن ما يفعله بعض الطوائف المنحرفة من إظهار الحزن فيه والمآتم بدعة
وضلالة . والله الموفق .


المصدر : الإسلام اليوم


الأحاديث الواردة
في صيام عاشوراء
والمراحل التي مر بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zemmora.yoo7.com
 
صيام عاشوراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل صيام عاشوراء
» صيام شهر رمضان
»  فضل صيام شهر شعبان
» ما الحكمة من صيام شهر رمضان
» فضل صيام شهر رمضان بالصور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
zemmora :: الاسلاميات :: المواضيع الدينية-
انتقل الى: