عدد الرسائل : 422 العمر : 47 الموقع : زمورة تاريخ التسجيل : 26/12/2008
موضوع: كيف تكونين أماً ناجحة الأربعاء 12 أغسطس 2009 - 15:17
كيف تكونين أماً ناجحة
أن تكون حياتك ثرية متجددة جميلة ، تشعرين فيها بالسعادة والرضا مهما كانت الظروف والتعقيدات التي تحيط بك ، بل وتتعاملين معها بقلب مفتوح وعقل متحرر وإيمان عميق ، فهذا هو النجاح الحقيقي ، أما أن تستسلمي لوسوسة الشيطان الذي يزين لك القلق والتوتر والغضب ، بل والنقمة على حياتك ويصورها لك مثقلة بالهموم والأعباء والمضايقات ، فهذا هو طريق الفشل ، فتجدين الأم الفاشلة بدلاً أن تشكر الله على نعمة الأمومة التي شرفها الله بها ورفعها بها عالياً ، تتذمر منها ومن أعبائها ، وبدلاً من أن تشكر الله على حياتها المليئة بالمهام وأنها ليست فارغة عاطلة مملة تذري هذه الواجبات.
أما الأم الناجحة فهي تلك الأم التي تحتسب جهدها في ميزان حسناتها ، وتطمح دائما للإتقان ، وتستمتع بعملها ، وتفخر بأمومتها ، وتشكر الله على هذا الشرف شكراً قولياً وعملياً ، وتدعم غيرها من الأمهات وتنقل إليهن الخبرات ، وتدعم معارفها التربوية ، وتدعو لتفعيل دور الأم حتى تفعل الأمة بأسرها.
وهذه بعض الأفكار التي تساعد الأم كي تصبح أماً ناجحة :-
بعيداً عن الشكوى :- من الأمور الشائعة - للأسف - عندما تجلس مجموعة من الأمهات في مجلس أن يدور الحديث عن مشكلات الأبناء بطريقة جد سلبية ، فالشكوى لا تتوقف من سوء خلق الأبناء وعنادهم وإهماله م، وهو الحديث الذي لا يتوقف على سن الأبناء ، فأم الرضيع لا تنام ، وأم الطفل ذي الأربع سنوات تشكو العناد ، وأم الطفل ذي العشر سنوات تشكو إهمال الطفل في دروسه ، أما أم المراهق فمرارة شكواها لا تنقطع ، حتى الأم التي أتمت رسالتها وتزوج أبناؤها تشكو من الجحود واللامبالاة من الأبناء الذين ضحت من أجلهم ، وهكذا لا يتوقف سيل الشكوى عند كثير من الأمهات على مدار سنوات العمر ، وهو ما يؤثر سلباً في الصحة النفسية للأمهات ويصبغ حياتهن بلون قاتم من الألم.
والسؤال الذي ينبغي أن تطرحه كل أم على نفسها قبل أن تغرق في مستنقع الشكوى هو :- ما الدور الذي ينبغي أن أتحمل مسؤوليته بشجاعة في حياة أبنائي ؟ هل ما يقوم به الأبناء وأشكو منه هو أمر طبيعي في هذه المرحلة العمرية أم لا ؟ وإذا كان هناك ثمة انحراف فهل أنا المسؤولة عنه ؟ وكيف أعالجه ؟
الأم الواعية التي تنشد حياة طيبة عليها إذن أن تقول وداعاً للشكوى ، ولن أسمح لها أن تنتقل لي بالعدوى إذا قدر لي أن أجلس في مجلس تتربع على عرشه.
خبرات جديدة :- عندما ينغلق الإنسان على نفسه وتجاربه وخبراته ولا يسمح لها بالتجدد ، فهذا يعني ببساطة أنه يحكم على نفسه - وبكل قسوة- أن يتجمد ويموت على مستوى الروح والنفس ، إنه كمن يحيا وهو يرتدي الأكفان وهو أمر قد يقع فيه الرجل والمرأة على السواء ، وليس معنى أن تصبح المرأة أماً وتختار ألا تعمل عملاً مأجوراً أن تنعزل عن زخم الحياة وتحدياتها وتتوقف خبراتها على عالم المطبخ ، وتنشغل بالتفاصيل الصغيرة اليومية وتفقد إحساسها بالعالم الخارجي ثم تتألم بعد ذلك بحسرة لأن زوجها مصاب بالخرس الزوجي وأن أبناءها - خاصة لو كانوا كباراً - لا يشركونها في حياتهم ، والحقيقة أنها هي السبب في ذلك لأنها سجينة في عالم ضيق محدود ، فليس لديها جديد مثير تقوله ، ولا تتمتع بالقدرة على المشاركة لأنها منقطعة عن الحياة ، لذلك يجب على الأم أن تلم - ولو بشكل بسيط - بالأحداث العامة ومتابعة قضايا أمتها وتحاول أن تدخل مجالات جديدة كمجال الإنترنت أو الالتحاق بدورات تحفيظ القرآن الكريم.
وللصداقة دور :- ومن الأمور التي تمنح حياة الأم مذاقاً جديداً تكوين صداقات جديدة أو إحياء الصداقات القديمة التي ضعفت بمرور الزمن ، والانشغال بتكوين البيت ، وإنجاب الأطفال ، فالعلاقات الاجتماعية الناجحة خير معين للإنسان لتجنب حالات الاكتئاب ، والمرأة بالذات تحب العلاقات الاجتماعية ، فهي تحب أن تجد من يستمع إليها وتستطيع الإفضاء إليه بمكنون مشاعرها ، وهو ما يدفع بعض الأزواج لاتهام المرأة بالثرثرة ، وربما يتم تجاهل حديثها ، وهو ما يجعل قلبها يعتصر كمداً وربما لا تستطيع أن تتحدث عن أشياء كثيرة لأن الزوج يكون هو الطرف المقابل في المشكلة ، وبالتالي لن يستطيع أن يستمع إليها وهي تشكو منه بحيادية وربما نشب بدلا من الحوار مشاجرة بينهما ، كما أن الأبناء غالباً لا يستطيعون لعب دور الصديق الذي يستمع لآرائه باهتمام ، وبالتالي فوجود صديقة عاقلة قد يكون هو المتنفس الوحيد للأم حتى لا تصاب بحالة من الكبت الذي يولد الانفجار ومن البديهي القول أن لهذه الصديقة مواصفات خاصة :- فيجب أن تكون ذات دين " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " رواه أبو داود كما ينبغي أن تتمتع بالعقل ، والحكمة وذات خبرات تربوية نافعة وإلا أفسدت أكثر مما أصلحت ، وربما هدمت بيت صديقتها بنصائحها الرعناء .
الذكر والاحتساب :- الأم الناجحة تحتسب كل ما تقوم به من عمل تربوي وتنوي رضا الله عنها وتتقرب إلى الله بهذا العمل قدوتها في ذلك امرأة عمران عندما قالت :- ( رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني .. ) سورة آل عمران :35 .. والتربية الناجحة هي الجهاد الحقيقي للمرأة في هذا العصر بالذات الذي تكالب فيه الأعداء على أمتنا واشتدت حاجتنا لإنسان جديد يحمل القرآن في قلبه وعقله ، وهذا ما ينبغي أن تنويه الأم الناجحة وتستعين على ما تلاقيه في الطريق إلى ذلك بذكر الله تعالى ، ففي الصحيحين أن فاطمة رضي الله عنها كثرت أعباؤها من كنس وطحن و ..و .. وهي الأم لأطفال صغار، فأرادت من النبي صلى الله عليه وسلم خادماً يعينها على هذه المسؤولية الجسيمة ، فأرشدها النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما هو خير من الخادم ، إنه الذكر الذي يمنح الإنسان الطاقة العالية التي يواجه بها متاعبه ، فقال لها ـ ولكل النساء بعدها ـ " ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ؟ تسبحين ثلاثاً وثلاثين وتحمدين ثلاثاً وثلاثين وتكبرين أربعاً وثلاثين حين تأخذين مضجعك".
وأخيراً فإن المرأة المسلمة تستعين على القيام بواجباتها بالأسباب ، فلا تسهر ، وتحصل على قسط من النوم ، وتتناول الغذاء الصحي المفيد بلا إفراط ، وتخصص وقتاً لممارسة الرياضة ، وتحتسب ذلك كله وتتوكل على الله الذي يبارك الأعمال والأوقات.
بقلم :- فاطمة عبد الرؤوف منتدى القاعاوي
HOUWIROU Admin
عدد الرسائل : 14669 نقاط التميز : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: رد: كيف تكونين أماً ناجحة الخميس 13 أغسطس 2009 - 19:37